تواصل معنا - بالواتس اب

أن عملية تحويل الارض الصحراوية او البور الى اراض زراعية منتجة اشبه ما تكون بعملية انشاء عمارة سكنية لها اسس

مادة استصلاح الأراضي,مشروع استصلاح الأراضي,استصلاح الأراضي الجبلية,أهمية استصلاح الأراضي,طرق استصلاح الأراضي الصحراوية,استصلاح الأراضي الزراعية

كيفية استصلاح الأراضي الصحراوية

استصلاح الأراضي
استصلاح الأراضي

أن عملية تحويل الارض الصحراوية او البور الى اراض زراعية منتجة اشبه ما تكون بعملية انشاء عمارة سكنية ، لها اسس علمية يجب ان تقوم عليها ، وخطوات منهجية يجب اتباعها والا انهارت عملية الاستصلاح واهدرت الاموال التي انفقت فيها ، فلا يمكن بناء عمارة سكنية قبل وضع الاساس ، ولا يمكن وضع الاساس قبل الحفر ، وكذلك يجب بناء الدور الاول قبل الثاني .. وهكذا



 

ويستلزم بناء مزرعة توافر الآتي :

 

1. قطعة ارض قابلة للاستصلاح

2. مصدر مياه متجدد صالح للري

3. شبكة ري ( غمر – رش – تنقيط )

4. زريبه مواشي

5. حظيرة طيور

6. وحدة بيوجاز

7. مكان مظلل لحفظ وتجهيز السماد

وذلك بخلاف الانشاءات التقليدية من مخازن واماكن مبيت وحراسة وخلافه

 

فاذا توافرت الارض القابلة للاستصلاح ومصر المياة الصالح المتجدد امكن الحصول على الانتاج الاستثماري الذي يضمن استمرار عطاء هذه الارض والاستفادة من عائدها وذلك اذا اتبعت الاصول العلمية

 

ونبين فيما يلي مراحل عملية الاستصلاح خطوة خطوة

 

اولا : اختيار الموقع :

ويتم اختيار الموقع الافضل بناء على معايير محددة اهمها :

1. مصدر المياة المتجدد

فاستمرار تواجد المياة يضمن استمرار بقاء المزرعة ، وحيث ان غالبية الاراضي المستصلحة تعتمد في الاساس على المياة الجوفية ، ولا يعرف الكثيرين حجم او مصدر الخزان الجوفي وقابليته للتجدد ، فيجب الرجوع في هذا الامر الى هيئة الاستشعار عن بعد وهي هيئة حكومية تقدم مشورتها فيما يتعلق بالمياة الجوفية مجانا ( يعني الموضوع مش حيكلفك غير مشوار )

2. وفرة الايدي العاملة .

3. القرب من الاسواق للمساحات الصغيرة .

 

ثانيا : بعد اختيار الموقع وحفر البئر واستخراج المياه تبدا عملية الاستصلاح وتتركز في النقاط التالية :

1. ضبط نفاذية التربة

2. ضبط العناصر

3. ضبط المحتوى العضوي وبناء الدوبال

4. ضبط العدد البكتيري

5. ضبط معامل الناقلية الكهربائية

مع العلم بان جميع هذه القياسات مرتبطة ببعضها البعض ، فمعالجة اي معامل بطريقة صحيحة يؤثر ايجابا في المعاملات الاخرى .

ويتوقف العمل في كل ما سبق على التحليل الميكانيكي والكيميائي للتربة ، ويتم القيام به بمعمل خصوبة التربة بمديرية الزراعة مقابل 25 جم للعينة الواحدة ، او بمعمل الجامعة ، ويتوقف عدد العينات على مدى تجانس المزرعة ، ففي المزارع المتجانسة التربة يكتفى بعينتين احداها من عمق 25 سم والثانية من عمق 60 سم .

ويتم اخذ العينة من عينات عشوائية في حدود 15 نقطة للفدان وتخلط جيدا في وعاء ثم يوخد منها عينه في حدود 1 كيلوجرام للتحليل ، ويتم عمل نفس الطريقة بالنسبة للعينة العميقة .

اما في حالة الحقول الغير متجانسة فيتم عمل عينة لكل مساحة متجانسة على حدى .

بعد الحصول على نتيجة التحليل يبدا العمل :

الخطوة الاولى :

التسوية : وتتم باستخدام اللودر او الجريدر وبواسطة سائق متخصص باعمال التسوية ويتم ذلك ايا ما كان نوعية الري المزمع العمل بها سواء غمر او رش او تنقيط .

وتستهدف هذه الخطوة سهولة الخدمة ، وانتظام توزيع مياه الري تحت نظم الري المختلفة ، وتقليل الانجراف ، ورفع كفاءة مصدات الرياح ، وانتظام التهوية .

الخطوة الثانية :

الحرث العميق : ويتم اجراء عملية الحرث العميق في اتجاهين متعامدين للأراضي البور والحديثة الكلسية وذلك لعمق 1 متر وبمسافات لا تتجاوز ال 60 سم بين السلاح والاخر.

وتستهدف هذه الخطوة : تكسير طبقات الارض الصماء بما يضمن كفاءة الصرف ، وسهولة تغلغل وانتشار الجذور .

الخطوة الثالثة :

الحرث السطحي : ويتم باستخدام المحراث العادي ولعمق 45 سم وباقل مسافات ممكنة بين الاسلحة ، ويجب ان يكون الحرث في اتجاهين متعامدين عكس اتجاهات الحرث العميق .

وتستهدف الخطوة تفتيح الطبقة السطحية للسماح بتغلغل السماد العضوي والعناصرـ التي سيتم اضافتها في الخطوة التالية ـ داخل الطبقة السطحية .

الخطوة الرابعة :

ضبط المحتوى العضوي والعناصر :

1. يضاف السماد البلدي بمعدل 50م3/ف ويجب ان يكون السماد البلدي جيد الكمر وتام التحلل ، وان يكون خليط من السماد النباتي والحيواني ، ولا يكتفي بالسماد الحيواني فقط لانخفاض محتواة من الكربون العضوي الذي يمثل الغذاء الاساسي للبكتريا التي تعتبر المعيار الرئيسي لخصوبة التربة ، وفي حالة عدم توافر السماد النباتي المكور يتم اضافة 250 كجم /ف رماد نباتي ( سكن الفرن ) .

2. تضاف العناصر الطبيعية بالكميات الواجبة للوصول بالعناصر الى المستوى القياسي للانتاج طبقا لما سبق بيانه ، ويتم تقدير هذه الكميات بواسطة متخصص في الزراعة العضوية بعد الاطلاع على نتيجة التحليل.

ويفضل خلط العناصر مع السماد البلدي ، ويتم بعد ذلك فردها بانتظام على سطح التربة ، ويمكن فرد العناصر اولا ثم يتم بعدها فرد السماد البلدي ، كما يستحسن استخدام مقطورة فرد السماد لضمان انتظام التوزيع .

 

الخطوة الخامسة :

اعادة الحرث والتسوية بالليزر: بعد فرد السماد والعناصر يعاد حرث الارض بمحراث تحت التربة لعمق 45 سم في اتجاهين متعامدين لخلط السماد والعناصر بالتربة ، وتزحف الارض وتنعم في حالة وجود قلاقيل ، ويتم تسوية الارض باليزر لضمان اقصى استفادة من مياه الري وبالتالي اقل تكلفة ري ، ويتم بعد ذلك مباشرة تقسيم الارض وانشاء البطون وجداول الري ، وغمر الارض بالماء لارتفاع 10 سم فوق سطح التربة باستخدام المركب البكتيري EM1 بمعدل 10لتر/ف ، ويتم الاستمرار في ري الارض لمدة ثلاثة اسابيع مع اضافة 5لتر/ف من المركب البكتيري EM1 كل اسبوع .

في حال تبين من نتيجة التحليل الاولى ان الارض صودية او صودية ملحية ، يعاد التحليل الكيميائي بعد مرور الثلاثة اسابيع السابقة .

 

في حال تبين ان التربة لاتزال صودية او صودية ملحية يجب غسيل التربة قبل الزراعة .

وتختلف طريقة الغسيل باختلاف نتيجة التحليل وينقسم الامر الى حالتين :

الحالة الاولى :

وجود مصدر جيد لعنصر الكالسيوم مثل كربونات الكالسيوم : وفي هذه الحالة يستخدم عنصر الكبريت للغسيل ، حيث يضاف بالكمية التي تحدد بناء على نتيجة التحليل ، وتروى الارض لمدة عشرة ايام ليتفاعل الكبريت بفعل البكتيريا طاردا عنصر الصوديوم ، يتم بعدها الغمر بالماء لمستوى 10 سم فوق سطح التربة لغسيل الصوديوم.

الحالة الثانية :

الاراضي الغير غنية بالكالسيوم : ويتم غسيلها باستخدام الجبس الزراعي وبنفس الطريقة السابقة .

ويراعى اعادة التحليل والعرض على متخصص للوقوف على مدى كفائة عملية الغسيل .

ويفضل استخدام وحدة المغنطة على ماسورة الري للمساعدة في كفاءة عملية الغسيل.

 

الخطوة السادسة :

التسميد الاخضر : ويقصد به زراعة محصول اخضر بغرض حرثة في التربة لزيادة النشاط والعدد البكتيري وزيادة كمية العناصر القابلة للمتصاص بالطبقة السطحية من التربة ، وافضل المحاصيل في هذا الخصوص هو الشعير ، لكونة من المحاصيل الشديدة المقاومة للملوحة وظروف التربة السيئة ، وهو ما تكون عليه التربة غالبا عند بدء الاستصلاح ، وعند وصول المحصول الى مرحلة الازهار يتم عمل تحليل للعناصر في اوراق المحصول للوقوف على مدى كفاية العناصر المضافة وكفاءة عمل البكتيريا ، وعند وصول المحصول الى الطور العجيني ( وهو الطور الذي تكون الحبوب به قابلة للفرك باصابع اليد كالعجينة ) يتم تزحيف الارض بما عليها من نباتات ثم يعاد حرثها جيدا حتى يختلط النبات بالطبقة السطحية للتربة ، وتترك لمدة شهر حتى يتحلل المحصول تماما ، مع ضرورة المحافظة على نسبة الرطوبة في التربة بالري على الحامي حتى لايؤدي الجفاف الى موت البكتريا .

 

ويتزامن مع الخطوة السادسة : انشاء الزريبة باعتبارها المورد الرئيسي للسماد العضوي الذي لاغنى عنه لبناء مزرعة اقتصادية ناجحة ، ويجب ان تكون الزريبة ذات ارضية غير منفذة للسوائل ، جيدة التهوية ، ولا تقل مساحة فتحات الاضاءة بها عن 10% من مساحة الزريبة ، وتكون الفتحات محمية بسلك الشبك لمنع دخول القوارض ، وان تطلى الحوائط بالجير الابيض حتى ارتفع 2 م على الاقل لتحسين الاضاءة والوقاية من القراد ، وان تكون الابواب بالحجم الكافي لسهولة دخول وخروج الحيوانات والعلف .

وكذا يتم اقامة حظيرة للدواجن وافضلها الحمام للحصول على الذبل الذي هو اقوى الاسمدة العضوية .

وفي نفس التوقيت يتم انشاء وحدة البيوجاز : لتحليل الروث ومخلفات المزرعة لانتاج سماد عضوي عالي الكفاءة وآمن ، وكذلك توليد الغاز لتشغيل ماكينة الري ، واي اغراض اخرى كالاضاءة او التدفئة او الطهي ، ويتم التعاقد على الوحدة مع الهيئة العامة لصندوق الموازنة الزراعية ، واقرب مكاتبه بمديرية الزراعة بسوهاج ، ويتم التعاقد مقابل رسوم في حدود 2000جم للوحدة ، ويقوم الصندوق بسداد باقي قيمة الوحدة .

 

 

الخطوة السابعة :

بعد مرور مدة شهر من حرث الشعير يتم زراعة الارض بمحصول البرسيم الحجازي ، ويجب معاملة البذور بالعقدين قبل الزراعة ( راجع لقاح العقدين ) ومن مميزات البرسيم الحجازي انه ذو جذر وتدي يتعمق في الارض لمسافة عشر امتار ، وهو بذلك يخلف انابيب من الدوبال تشكل شبكة رائعة للصرف الجوفي ، وايضا مخزن للمياه ، علاوة على مايقوم بتثبيته في التربة من الآزوت الجوي بواسطة بكتيريا العقد الجذرية ، كما انه من النباتات المقاومة للملوحة فيستهلك الاملاح الذائبة بما يحسن درجة خصوبة التربة .

ويتزامن مع زراعة البرسيم الحجازي جلب المواشي للمزرعة للتغذية على المحصول وانتاج الروث .

 

في حالة الرغبة في تحويل المزرعة لنظام الري بالرش ، يمكن اقامة الشبكة قبل زراعة البرسيم الحجازي . اما في حالة الري بالتنقيط فيؤجل انشاء الشبكة الى ما بعد المحصول .

 

بعد مرور عامين من زراعة البرسيم الحجازي تصبح الارض معدة لزراعة اي محصول آخر ، مع الاخذ في الاعتبار الظروف المناخية للمنطقة ودرجة ملوحة الماء .

وبذلك نكون قد وصلنا قمة بناء التربة الزراعية ، وتكون الارض قابلة لانتاج محاصيل زراعية بصورة استثمارية .

 

نقاط هامة جدا :

1. ان استصلاح الارض الصحراوية بدون منهج علمي مدروس يشكل كارثة دمرت الكثيرين .

2. ان تكلفة استصلاح فدان واحد من الارض الصحراوية يتكلف من عشرة الى خمسة عشر الف جنيه مصري ، غير شاملة شبكة الري او مصدر الماء ، ( اعمل حسابك قبل ما تبتدي وتتورط ).

3. ان استخدام وحدات البيوجاز يوفر 50% من الوقود المستخدم لتشغيل ماكينات الري ، وينتج سماد عالي الجودة يزيد من الانتاج بمعدلات تصل الى 25% .

4. ان استخدام وحدة المغنطة يزيد الانتاج بمعدلات تصل الى 40 % ويوفر 30% من مياه الري ، وبالتالي يوفر في تشغيل الماكينات واستهلاك الوقود .

5. في حالة الارض الرملية عالية النفاذية يتم عمل المكمورة باضافة 25-40% طمي من ناتج تطهير المصارف لتحسين النفاذية .

6. لاتوجد زراعة عضوية ناجحة بدون مصدر آمن للسماد البلدي ، لذلك لاتوجد مزرعة ناجحة بدون زريبة مقامة على اسس علمية .

7. ان البكتيريا هي المصنع الالهي للاسمدة ، لذلك يجب متابعة العدد البكتيري في التربة سنويا بحيث يكون من 6 الى 12 مليون وحدة /سم3 .

8. ان البكتريا تسكن طبقة الدوبال وتتغذى على الكربون العضوي . لذا يجب الاهتمام باضافة السماد البلدي الخليط من المخلفات النباتية والحيوانية وفي حالة قلة المخلفات النباتية يضاف الرماد العضوي .

9. ان القراءة الصحيحة لنتائج التحليل والتوصيف العلمي للمحسنات ، يوفر الكثير من الوقت والمعاناة في عملية الاستصلاح .

10. شارك رب الكون ومسبب الاسباب وولي التوفيق ـ الله عز وجل ـ في ارضك بعقد النية على اخراج الزكاة الشرعية بقيمتها وفي موعدها الذي فرضه الله عز وجل يذلل لك كل الصعاب ويبارك في محصولك .